توجه المصريون إلى صناديق الاقتراع يوم الاثنين للمرحلة الأولى من تصويت من مرحلتين، متوقعًا أن ينتج برلمانًا مطيعًا يهيمن عليه الموالون للحكومة، على غرار ما حدث في الأعوام الماضية. انطلقت مرحلة التصويت التي استمرت يومين في 14 من أصل 27 محافظة، وسط توقعات واسعة بأن الانتخابات ستشهد إقبالًا ضعيفًا. انتخابات المجلس الأعلى التي جرت قبل ثلاثة أشهر لمقاعده البالغة 300، سجلت إقبالًا ضعيفًا بلغ 17.1% وفقًا للأرقام الرسمية.

يشير خمول الناخبين إلى انتشار إدراك عام بأن الانتخابات مُدارة بعناية من السلطات لضمان نتيجة تصب بشكل كبير في صالح الموالين للحكومة، بينما يُحرم أبرز منتقدي الحكومة وأكثرهم شعبية من المقاعد. ويُعتقد أن سببًا آخر للخمول يكمن في انشغال غالبية المصريين بالكفاح اليومي لتغطية الاحتياجات الأساسية وسط أسعار متصاعدة وأجور غير كافية، على الرغم من الزيادات المتكررة التي أقرتها الحكومة.

تفاقم الضغوط الاقتصادية أثر مباشرة على الإقبال الانتخابي. أعلنت وكالة الإحصاء المصرية الرئيسية يوم الاثنين أن التضخم سجل تسارعًا لأول مرة منذ مايو، نتيجة زيادة مفاجئة في الإيجارات. ارتفعت تكاليف المستهلك في المناطق الحضرية بنسبة 12.5% على أساس سنوي في أكتوبر، مقارنة بـ11.7% في الشهر السابق. ورغم ذلك، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا عن تحسن الاقتصاد، ممدحًا صمود المصريين في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.

تضمنت المشهد في مراكز الاقتراع في المحافظات الأربع عشرة أعلام مصرية وموسيقى وطنية وناخبين مرحّين ونساء يهللن، مشابهة للانتخابات السابقة. صرح النائب السابق أحمد مرتضى منصور للصحفيين بعد تصويته في حي الدقي بالقاهرة الكبرى أن ذلك يعكس عزيمة المصريين على اختيار ممثليهم بحرية. بينما قال الناخب البالغ من العمر 73 عامًا، سمير السيد، من حي العجوزة، إن حبه لبلده دفعه للمشاركة: "أنا مصري قبل أي شيء. التصويت هو طريقتي لأقول لمصر إنني خلفها".

تتنافس الانتخابات الحالية على 284 مقعدًا من إجمالي 596 مقعدًا في مجلس النواب. ويعود الناخبون إلى صناديق الاقتراع في 24 و25 نوفمبر في 13 محافظة أخرى لملء نفس العدد من المقاعد، ليكتمل بذلك شغل 568 مقعدًا. ويعين الرئيس السيسي، الذي انتخب لأول مرة في 2014 بعد قيادته للقوات المسلحة، 28 نائبًا إضافيًا، وقد عين 100 عضو من مجلس الشيوخ البالغ عدد مقاعده 300.

يشمل نظام الانتخابات نصف المقاعد المخصصة للفوز بنظام "القوائم المغلقة" الذي يتوقع أن تهيمن عليه التحالفات المؤيدة للحكومة، بينما تتنافس النصف الآخر مرشحين فرديين بما فيهم المستقلين، مع توقع سيطرة مرشحي الحكومة مرة أخرى. تشمل الانتخابات الحالية محافظات مثل الجيزة، الأقرب حضريًا إلى القاهرة الكبرى، والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية ووادي الجديد البعيد.

شارك المصريون المقيمون في الخارج، الذين يُقدّر عددهم بحوالي 10 ملايين، في التصويت يومي الجمعة والسبت في 136 سفارة وقنصلية في 117 دولة.
 

https://www.thenationalnews.com/news/mena/2025/11/10/voter-apathy-looms-over-egypts-parliamentary-election/